الاثنين، 30 يناير 2012

لعنة حافز







إذا كان تعريف اللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله، فتعبيرها الوارد هنا سيكون مجازا بالطرد والإبعاد من حافز. وهذا ليس ضربا من ضروب الخيال. فبغض النظر عن المدلولات الكريمة للأمر الملكي الكريم الخاص بمكافأة حافز، وكذلك بميزانية التريليون ولله الحمد؛ فأن لعنات حافز ما زالت للملأ تترا، وللعاطلين طعنات تتوالى.

إذا كان الأمريكيون وغيرهم من مواطني بعض البلدان الغربية لديها توجس وخيفة "ونحس" من الرقم 13 لأي سبب كان - والأدلة على شواهد خوفهم من نحسه كثيرة كأرقام الشوارع والبنايات ووو- فإن حافز مثّل للمجتمع السعودي رقمي نحس هما: 35 وكذلك 2000. مازلت حائرا مثل الكثيرين غيري حول أسباب أو حتى سبب واحد لاختيار الرقم 35 للعمر كشرط من شروط حافز المتوالدة شهريا. لماذا لم يكن الرقم هو 60 مثلا، ليكن السبب واضحا وجليا ومنذ زمن بعيد ومتأصل لدى الجميع بأن ذلك الرقم هو سن التقاعد؟!!

الرقم 2000 كان الآخر هو رقم حافز المنحوس. ليس بحد ذاته كرقم، ولكن لأن العديد من الناس شكوا بأن الرقم 2000 لم يظهر هذا الشهر على شاشات الصرافات المالية. علما بأنهم مكتملي الشروط وكانت لهم مكافأتهم كاملة الشهر السابق. ولم تكن هذه اللعنة الجديدة إلا أن تلك "الخصومات" بسبب العائل!!! وهنا الاستغراب الآخر، فكيف يتم محاسبة العاطلين عن العمل تحت ذريعة العائل؟ ومن يضمن بأن العائل يصرف على العاطلين عنده؟! ثم إن ذلك ما كان سببا لمنع تلك المكافأة لدى الدول الغربية التي تصرف مكافأة للعاطلين!!.

سؤال يتبادر إلى ذهني: إلى متى ولعنات حافز تتوالى، هل ستقتصر لتكون بمعدل لعنة كل شهر أم تتطور لتكون كل أسبوع. أم أن نظام حافز يُنظر إليه باستمرار فهو قابل للتطوير والتحديث، وإن شئتم فقولوا للتعقيد واغتيال الفرحات.

كم أتمنى أن تُستبدل لعنات حافز لتكون بشائر خير كل شهر، لينعم الجميع بفرحة المكرمة، وليسعد العاطلين الذين يهيمون في أحزانهم ويفقدون الآمال بمستقبلهم. كنت أتمنى أن يكون هذا التطوير والتحديث المستمر بالأشهر أو حتى بالأسابيع لنظام حافز أن يكون لأنظمة قائمة بالية مضى عليها عقود من الزمن، لتساير التطور، وتواكب العصر، وتصب في مصلحة المواطن، وضد كل الفاسدين. دمتم سالمين ومستغنين عن حافز.







الاثنين، 16 يناير 2012

مواطن .. يبي تبن!!!



الاتجاه السائد - إلا أن يرحمنا الله ثم تحرك المسئولين - هو أننا بصدد التخلي كرها وإجبارا عن المواشي. ليس كرها لها أو التأفف منها، فهي الأقرب لكثير من الرعاة (مهنة كثير من الرسل عليهم السلام في طفولتهم) إلى قلوبهم على كثير من البشر؛ ولكن لأن تكاليف تربية المواشي أصبح مكلفاً، وعبئا ماليا يضاف إلى ميزانية العائلة بدلا من كونها مصدرا للرزق.

فمع قلة الأمطار والنباتات وخشاش الأرض بشكل عام، سيطرعلى سوق الأعلاف الكثير من الوافدين الذين يتحكمون بالأسعار كما يشاءون دون رقيبأ أو حسيب، وكل ذلك علانية جهارا. والأدهى والأمر أنهم كوّنوا عصابات وأحزاب لمنع المسترزقين السعوديين ذوي الدخل المحدود من المتاجرة معهم، وذلك للأسف بإغراء المزارعين برفع قيمة الشراء إذا نافسهم السعودي. وفي المحصلة تخر قوى ذلك السعودي المحدود الدخل، ثم يُضحى بمربي المواشي!!.

المبالغ الطائلة التي أصبحت عبئا على مربي المواشي فاقت جميع التوقعات، وقفزت إلى مستويات قياسية غير معهودة ولا سابقة، منذرة بأزمة جديدة لسوق الأعلاف والمواشي على حد سواء. والوزارة المعنية بالأمر في موقف المتأمل والمتفرج، وكأن الأمر لايعنيها من قريب ولا من بعيد. وكأن مسئوليها لا يعلمون بأن أسعار التبن والبرسيم تضاعفت عدة مرات وقفزت إلى ما يقارب الـ 600% و 630% على التوالي.

إن دعم المنتجات الزراعية، والأعلاف خصوصا، سيكبح نارالأسعار المبالغ فيها والتي تدار بواسطة الوافدين في سوق سوداء وعلى مرأى من الجميع. ولئن تحدث أحدهم بأن ذلك قد يؤدي بشكل أو بآخر الى رفع أسعار المواشي، فإن السماح باستيراد المواشي من شتى بقاع العالم سيكون كفيلا بإذن الله لدحر تلك المشكلة والتغلب عليها.

مسألة الاستثمار الزراعي في الخارج لتوفر المصادرالطبيعية، هو حل أمثل وفعال، والتكلفة تكون معقولة جدا. ويعطي ذلك دافعا وقوة تجارية للوزارة للتحكم بالسوق، وللي يد المتلاعبين بالأسعار وقطع دابرهم أيا كانوا وافدين أو للأسف من المتكاثرين هذه الأيام المواطنين التجار الجشعين.

وقفة فكاهية ...

بعد أن صرح المسئول بقوله الفض الغليظ لأحد المواطنين الذيكسا لحيته البياض: "أنا مزارع وأروح اشتري، يا عمي رح اشترررررر"، - ونسيأن فارق الراتب أضعافا مضاعفة - يذكر أن مواطنا ذهب لمقابلة "هو" من أجلطلب المعونة، فكانت هذه المحادثة:
هو: تبون شيء.
المواطن: أي والله، ما عنيت لكم إلا أبي شيء، تكفى لاتردني.
هو: وش تبون؟.
المواطن: أبي تبن طال عمرك.
هو: هاه هاه هاه، ثم أمر له بنص تريله من التبن!!!

كتبه: محمد القرني
فكرة: الاخ عبد الله القحطاني. شكرًا لك.



الاثنين، 2 يناير 2012

وقائع ماريوت.. مرآة لأزمة الثقافة لدى المثقفين السعوديين







خاص عن ملتقى المثقفين السعوديين الثاني (1- 4 / صفر/ 1434هـ الموافق: 26-29/ ديسمبر/2011)، بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض.


وهكذا انتهى ملتقى المثقفين الثاني بفندق ماريوت في الرياض، وتبعثرت الباقية من الأوراق الساترة للثقافة في العديد من جوانبها. ويبدو أننا بصدد إصدار تعريف للثقافة والمثقفين خاصة بالمجتمع السعودي. حيث أصبحت كلمة ثقافة لا تزيد عن القضايا النخبوية أو الفرعية للمرأة، ونسوا وتناسوا قضاياها الجوهرية. حقوق المرأة المكفولة شرعا ونظاما حق واجب الوقوف معه من جميع شرائح المجتمع. لكن أن نحصر غالب نقاط الملتقى بالحقوق الغير جوهرية، فذلك ضرب من ضروب الضياع للوقت والجهد.

طريقة توزيع الدعوات، والاختيارات المحسوبة على طائفة أو قسم دون آخر، وذلك لتصفية الجو المناسب لنقاش تلك المحاور التي لا يمكن أن يناقشها البعض لو حضر. طريقة خاطئة لمعالجة مواقف متشددة خاطئة أيضا. فالبعض يجد أن من الحوار أن لا يتم مناقشة هذه المحاور جملة وتفصيلا، ويدعي أنه يحاور!! بالمقابل عملية الإقصاء هذه التي جرت عن عمد وسبق تخطيط وترصد كانت أولى فضائح المحسوبين على الثقافة.

وبغض النظر عما وقع في ذلك اللقاء، وعن غياب البعض عن الجلسات الذي جعل بعضا من القاعات خالية تماما لأعذار مختلفة، لنقف على تصرفات العديد من المحسوبين على الثقافة في مجتمعنا السعودي.



يعتقد غالب المنتمين للسلك التعليمي بالجامعات والبعض الآخر المنتمي للتعليم العام أن وجودهم في هذا المكان هو بمثابة الاعتراف لهم بالثقافة، وهناك فرق شاسع وبون واسع بين المتخصص والعالِم، وبين المثقف. بل ومنهم الذي يتعامل مع طلابه تعاملا فضا غليظا. ولا يعترف بمبدأ الحوار والمناقشة وإبداء الرأي والرأي الآخر. في المقابل تجده في اللقاءات مرهف الحس وجيّاش المشاعر. حديثه يدور عن دور الفن الراقي والحوار المهذب في الرقي بالمجتمعات، والبعد عن الصدامات!! عجبا، كلماته تجاه طلابه - الذين لا يجدون وقتا للحديث معه ضمن صميم عمله رغم وجود وقت مخصص لهم محفوظ نظاما- لا تعدوا عن كونها "عندك موعد مسبق أو انقلع"، "عجّل عليّ"، وأكثرها أدبا: "خير وش تبي توصله أنت وتفاهاتك؟"!! ومثله المثقفات أيضا وإن زدن عنه بـ: "شوفي وجهك بالمراية قبل لا تقابليني". حقا مظاهر خداعة.

مثقف أخر يحسب مثقفا، بينما هو مشهور بدماثة أخلاقياته وفض سلوكه في عيادته مع الكل. بدءً بالمريض وانتهاء بالمنظفين والمنظفات. ولئن سألته يجيبك بأن هذا فن من فنون الإدارة، والميزان السوي لإدارة أمور العيادة.!! وعند تواجده في الملتقى، تراه يتنقل في أحاديثه من فتاة لأخرى، وتجدهن (البعض منهن) مائلات مميلات لإثبات حضورهن بدنياً، أما ثقافيا، فلا يعدون عن كونهن ببغاوات مرددات لكثير من المواضيع الضحلة المطروحة بأروقة الانترنت فقط.

كذلك هناك كاتب مشهور، حديثه دائما عن مثاليات الوطن، وحقوق المواطن، وأخلاقيات المجتمع، وعندما تناقشه وتتحدث معه بما لا يجيد، تتحول كلماته بمعظمها لأن تكون من "السرّة إلى الركبة". فهو لا يعرف أن يقول لا أعلم، أو سامحك الله، أو اجعل لي فرصة للبحث والتحري.!! أو على الأقل التزام الصمت وعدم التعليق.

البعض من المحسوبات على الثقافة، تجد حياتهن الشخصية مبعثرة، وليس لهن منهج حياة واضح، ولا يُجدن فن التعامل مع العائلة، فكيف بهن ليتحدثن عن قضايا المجتمع، ومع الجنس الآخر اللاتي ضيعتهن وأضاعتهن في بيوتهن؟!. بل وأدهى من ذلك وأمر، أن تجد منهن من ليس لهن أولويات منطقية للقضايا المطروحة للنقاش أو التي نذرن أنفسهن للدفاع عنها!!.

إن الثقافة سلوك حضاري مهذب، وأخلاقيات عالية، ومنهج حياة سامِ، تجعل من صاحبها أو صاحبتها مثالا وأنموذجا يحتذى بهم في مجال التخصص أو مكان التواجد والعمل. ولئن ظهر عكس ذلك من أي مثقف وأ مثقفة، فإن الثقافة - دينية كانت أو علمية بحته، أو إقتصادية أو إجتماعية وغيرها - منهم براء إلى أن يعودوا إلى حِلمهِم وعدل عقولهم وسلوكهم. إلا أن تكون تلك الثقافة المستقاه هي ثقافة مشئومة وسوء خلق وتعدٍ على الآخرين وحقوقهم، فتلك ثقافة الغاب المنبوذة، وموضوع آخر يحتاج للعلاج والكي أحيانا، وإن كنت أتحفظ على أن يطلق على تلك السلوكيات اسم ثقافة.